بسم الله الرحمن الرحیم
لتکبروا الله علی ما هداکم


الحمد الله علی نعمه وعلی أننا علی أعتاب عید الأضحی المبارک حتی ننظر بعیون القلب ومن رحاب الأرض إلی آفاق السماء متذکرین نعم الله وألطافه علینا مسحبین له وقانتین في إطار الذکر والدعاء وأداء مناسک الحج لنزیح عن قلوبنا ستار الغفلة والمعصیة ونغسلها بماء أعیننا ونطلق سراح طیر الروح من شراک الشهوات ونذیقه شرابا من مائدة العبودیة والتقوی حتی لا تغتر أنفسنا بزخارف الدنیا ونذکرها ضرورة التزوید بزاد التقوی للمأوی الأبدي ونلقنها دائما الصبر والشکر حتی نلقی ربنا.
العید في المنظور الإسلامي هو الاستمرار في إصلاح الذات وله طبیعة تربویة ثقافیة؛ إن مصدر فرحة المسلمین في هذه الأیام لیس في صعود الغرائز وإخماد أنوار العقول جراء عواصف الشهوات بل یکمن في نجاحهم في کبح الشهوات وتربیة الروح بعبادة الخالق وخدمة المخلوق. عید الأضحی یذکرنا بخلوص معلم التوحید إبراهیم الخلیل وجهوده ومکافحته للتشوهات الثقافية والسياسية التي کان یواجهها في زمانه وقد قام بتفریغ القلب من غیر الله وتخلص الناس من الآلهة الزائفة الکاذبة وأرانا بأن التوحید هو اعتقاد قبلي وله متطلبات عملية تستلزم التغییر في العلاقات السیاسیة والاجتماعیة وإنقاذ العباد من مخالب الجبابرة التي جعلت الناس عبادا لها وقامت بتنکیل المصلحین ودعاة الحریة.  
إن جوهر شعائر الحج والأضحیة هو الاستعداد لقطع الانتماء الدنيوي والاتصال برب العالمین؛ فجلاء الوطن والأقارب واجتیاز الصحاري وتحمل عقباتها شوقا لرؤیة الکعبة المشرفة والطواف حولها والحضور في أکبر اجتماع توحیدي عالمي والالتحاق ببحر هائج مکتظ بأناس بلون واحد وغایة واحدة.
وإنني یسعدني أن أتقدم بأسمی آیات التهنئة والتبریکات بمناسبة هذا العید العظیم إلی عامة المسلمین في العالم وإلی المواطنین الکرام خاصة أعضاء جماعة الدعوة والإصلاح داعیا المولی عز وجل أن یوفقنا لتعظیم شعائره ویثبت خطواتنا في طریق عبادة الخالق وخدمة المخلوق وأن یبرئ الأمة الإسلامیة من داء الجهل والتفرق والفقر والاستبداد.


عبد الرحمن بیراني
الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح